:ghfg:
:ghfg:
اليوم جايبه قصص اسلاميه
نبدا
انقل لكم ما اعجبني من شي للعصابات والمليشيات المتوحشة والهمجية .. ولقد تسمرت الفتاة في مكانها ، وأصيبت بدوار وإغماء من هول ما شاهدت ، وشعرت في أعماق نفسها بقوة خفية تشدها إلى عالم مجهول ، وعندما أفاقت راحت تتأمل وتتفكر في الحدث وفي المأساة التي وقعت أمامها ، وفي الضحايا الذين تعرضوا لذلك العدوان الأثم نتيجة لتصرف إجرامي جبان ، قد نزعت الرحمة من قلوب فاعليه ، والذين تجردوا من أية نزعة إنسانية ، ففعلوا ما فعلوا وأزهقوا أرواحا بريئة ، بلا شعور وبلا إحساس ، وبلا رحمة أو شفـقـة . والجدير بالذكر بأن فابيان كانت برفقة زميلاتها من عارضات الأزياء الأخريات ، وكن قد شاهدن الحدث المروّع معها ، ولكنهن – كما تقول – لم يتأثرن ولم تهتـز فيهن شعرة ، في حين تأثرت هي تأثيرا كبيرا هز كيانها وزلزل أعماقها ، فراحت مسرعة نحو ذلك المستشفى لعلها تستطيع أن تقدم العون وتنقذ ما يمكن إنقاذه من أرواح بريئة طالها ذلك القصف الهمجي والوحشي والعدوان الغاشم والسافر .
وما لبثت تلك الفتاة أن أنار الله – عزّ وجلّ – قلبها وهداها إلى طريق الحق والرشاد ، فإهتدت وإعتنقت الدين الإسلامي – دين المحبة والسلام - بإرادة من الله - سبحانه وتعالى ، ثم تركت بيروت وتوجهت إلى باكستان ، وعند الحدود الأفغانية ، حيث كانت أفغانستان تواجه حرب ظالمة مع الإتحاد السوفيتى أنذاك ، لتقوم بمساعدة جرحى الحرب من الرجال والنساء والأطفال ، وتقوم بتمريضهم وتضميد جراحهم ، وأصبحت فابيان إمرأة مسلمة مجاهدة ، تتنقل بين سفوح وجبال أفغانستان الوعرة ، لتقديم مساعداتها وخدماتها ، ودعمها المعنوي واللا محدود لمتضرري وضحايا الحرب والعدوان السوفيتي. وقد يتساءل البعض ما الذي حدا بهذه الفتاة الفرنسية المرفهة ، والتي تعمل كعارضة أزياء أن تترك حياة الترف والرفاه والنعيم وتعيش حياة البؤس والحرمان والشقاء ؟؟!! إنها حقا إرادة الله والتي جعلتها وشاءت لها أن تعتنق الإسلام ، وتهديها إلى طريق الهداية والرشاد وسواء السبيل، ولتغمر قلبها بالإيمان ، لتقوم بأعمال الخير والبر وتلبي نداء الواجب الإنساني والضمير ، وتهب لإغاثة المنكوبين ومناصرة المظلومين ، لتضميد جراحهم وتخفيف ألآمهم ومعاناتهم . ومن يعتنق الدين الإسلامي الحنيف ويغمر الله قلبه بالمحبة والإيمان ، يجعله الله – جلت قدرته - ميالا ومنجذبا إلى حب عمل الخير والبر ، و يجعله يزهد في هذه الدنيا الفانية ، ويضحي بالغالي والنفيس ، في سبيل القيام بما يحبه الله ويرضاه ، لينال الثواب والجزاء من الله - العلي القدير - ويحظى برضاه ورعايته في الدنيا ، وبالمغفرة وجنات النعيم والرضوان في الآخرة . فهذه الفتاة وغيرها ممن زهدوا في هذه الدنيا الفانية ، ونذروا أنفسهم لعمل الخيـر والبـر والإحسان ، وتقديم العـون والمساعدة للآخرين ، لا يريدون إحسانا ولا شكورا ، ولا جاها ولا مالا ولا وجاهة ، وإنما هدفهم رضا الله وطلب مغفرته ورضوانه ، فنعيما وهنيئا لهؤلاء الصابرين ، ممن سعوا وجاهدوا وإجتهدوا للحصول على ما يرضي الله ورسوله ، ويتركوا الدنيا وزخرفها الزائل ، ليفوزوا بجنات النعيم ورضوان الله ومغفرته في الآخـــرة . وإليكم القصة كاملة – كما نشرت في الكثير من المواقع الإلكترونية والمجلات والصحف وإذيعت عبر الكثير من الإذاعات عن تلك الفتاة ذات الثمانية والعشرين ربيعا وعن ما جاء على لسانها حول إعتناقها الإسلام ، وما عرض عليها من إغراءات وعروض مجزية ، وما وجهته من تشويه وتهديدات لحرفها عن الإسلام ، ولكنها ظلت صامدة صابرة وتحدت كل ما تعرضت له بشجاعة منقطعة النظير : - توبة أشهر عارضة أزياء فرنسية : " فابيان " عارضة الأزياء الفرنسية ، فتاة في الثامنة والعشرين من عمرها ، جاءتها لحظة الهادية وهي غارقة في عالم الشـهرة والإغراء والضوضاء .. انسحبت في صمت .. تركت هذا العالم بما فيه ، وذهبت إلى أفغانستان ! لتعمل في تمريض جرحى المجاهدين الأفغان ! وسط ظروف قاسية وحياة صعبة ! تقول فابيان : - " لولا فضل الله عليَّ ورحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ولا مبادئ " . ثم تروي قصتها فتقول :- " منذ طفولتي كنت أحلم دائماً بأن أكون ممرضة متطوعة ، أعمل على تخفيف الآلام للأطفال المرضى ، ومع الأيام كبرت ، ولَفَتُّ الأنظار بجمالي ورشاقتي ، وحرَّضني الجميع - بما فيهم أهلي - على التخلي عن حلم طفولتي ، واستغلال جمالي في عمل يدرُّ عليَّ الربح المادي الكثير ، والشهرة والأضواء ، وكل ما يمكن أن تحلم به أية مراهقة ، وتفعل المستحيل من أجل الوصول إليه . وكان الطريق أمامي سهلاً - أو هكذا بدا لي - ، فسرعان ما عرفت طعم الشهرة ، وغمرتني الهدايا الثمينة التي لم أكن أحلم باقتنائها . ولكن كان الثمن غالياً .. فكان يجب عليَّ أولاً أن أتجرد من إنسانيتي ، وكان شرط النجاح والتألّق أن أفقد حساسيتي ، وشعوري ، وأتخلى عن حيائي الذي تربيت عليه ، وأفقد ذكائي ، ولا أحاول فهم أي شيء غير حركات جسدي ، وإيقاعات الموسيقى ، كما كان عليَّ أن أُحرم من جميع المأكولات اللذيذة ، وأعيش على الفيتامينات الكيميائية والمقويات والمنشطات ، وقبل كل ذلك أن أفقد مشاعري تجاه البشر .. لا أكره .. لا أحب . لا أرفض أي شيء . إن بيوت الأزياء جعلت مني صنم متحرك مهمته العبث بالقلوب والعقول .. فقد تعلمت كيف أكون باردة قاسية مغرورة فارغة من الداخل ، لا أكون سوى إطار يرتدي الملابس ، فكنت جماداً يتحرك ويبتسم ولكنه لا يشعر ، ولم أكن وحدي المطالبة بذلك ، بل كلما تألقت العارضة في تجردها من بشريتها وآدميتها زاد قدرها في هذا العالم البارد . . أما إذا خالفت أياً من تعاليم الأزياء فتُعرَّض نفسها لألوان العقوبات التي يدخل فيها الأذى النفسي ، والجسماني أيضاً ! وعشت أتجول في العالم عارضة لأحدث خطوط الموضة بكل ما فيها من تبرج وغرور ومجاراة لرغبات الشيطان في إبراز مفاتن المرأة دون خجل أو حياء " . وتواصل " فابيان " حديثها فتقول :- " لم أكن أشعر بجمال الأزياء فوق جسدي المفرغ - إلا من الهواء والقسوة - بينما كنت اشعر بمهانة النظرات واحتقارهم لي شخصياً واحترامهم لما أرتديه . كما كنت أسير وأتحرك .. وفي كل إيقاعاتي كانت تصاحبني كلمة (لو) وقد علمت بعد إسلامي أن لو تفتح عمل الشيطان .. وقد كان ذلك صحيحاً ، فكنا نحيا في عالم الرذيلة بكل أبعادها ، والويل لمن تعرض عليها وتحاول الاكتفاء بعملها فقط " . وعن تحولها المفاجئ من حياة لاهية عابثة إلى أخرى تقول :- " كان ذلك أثناء رحلة لنا في بيروت المحطمة ، حيث رأيت كيف يبني الناس هناك الفنادق والمنازل تحت قسوة المدافع ، وشاهدت بعيني مستشفى للأطفال في بيروت ، ولم أكن وحدي ، بل كان معي زميلاتي من أصنام البشر ، وقد اكتفين بالنظر بلا مبالاة كعادتهن . ولم أتمكن من مجاراتهن في ذلك . . فقد انقشعت عن عيني في تلك اللحظة غُلالة الشهرة والمجد والحياة الزائفة التي كنت أعيشها ، واندفعت نحو أشلاء الأطفال في محاولة لإنقاذ من بقي منهم على قيد الحياة . ولم أعد إلى رفاقي في الفندق حيث تنتظرني الأضــواء ، وبدأت رحلتي نحو الإنسانية حتى وصلت إلى طريق النور وهو الإسلام . وتركت بيروت وذهبت إلى باكستان ، وعند الحدود الأفغانية عشت الحياة الحقيقية ، وتعلمت كيف أكون إنسانية . وقد مضى على وجودي هنا ثمانية أشهر قمت بالمعاونة في رعاية الأسر التي تعاني من دمار الحروب ، وأحببت الحياة معهم ، فأحسنوا معاملتي . وزاد قناعتي في الإسلام ديناً ودستوراً للحياة من خلال معايشتي له ، وحياتي مع الأسر الأفغانية والباكستانية ، وأسلوبهم الملتزم في حياتهم اليومية ، ثم بدأت في تعلم اللغة العربية ، فهي لغة القرآن ، وقد أحرزت في ذلك تقدماً ملموساً . وبعد أن كنت أستمد نظام حياتي من صانعي الموضة في العلم أصبحت حياتي تسير تبعاً لمبادئ الإسلام وروحانياته وتصل " فابيان " إلى موقف بيوت الأزياء العالمية منها بعد هدايتها ، وتؤكد أنها تتعرض لضغوط دنيوية مكثفة ، فقد أرسلوا عروضاً بمضاعفة دخلها الشهري إلى ثلاثة أضعافه ، فرفضت بإصرار . . فما كان منهم إلا أن أرسلوا إليها هدايا ثمينة لعلها تعود عن موقفها وترتد عن الإسلام . وتمضي قائلة :- " ثم توقفوا عن إغرائي بالرجوع .. ولجأوا إلى محاولة تشويه صورتي أمام الأسر الأفغانية ، فقاموا بنشر أغلفة المجلات التي كانت تتصدرها صوري السابقة لعملي كعارضة أزياء ، وعلقوها في الطرقات وكأنهم ينتقمون من توبتي ، وحاولوا بذلك الوقيعة بيني وبين أهلي الجدد ، ولكن خاب ظنهم والحمد لله " . وتنظر فابيان إلى يدها وتقول :- " لم أكن أتوقع أن يدي المرفهة التي كنت أقضي وقتاً طويلاً في المحافظة على نعومتها سأقوم بتعريضها لهذه الأعمال الشاقة وسط الجبال ، ولكن هذه المشقة زادت من نصاعة وطهارة يدي ، وسيكون لها حسن الجزاء عند الله سبحانه وتعالى إن شاء الله " . المصدر : - جريدة المسلمون العدد 238 .
__________________